السبت، 28 يوليو 2012

كيف نتحدث مع أبنائنا المراهقين عن الجنس

التربية الجنسية: كيف نتحدث مع أبنائنا المراهقين عن الجنس 

 

التربية الجنسية، والتثقيف الجنسي، هما جزء لا يتجزا من مسؤوليتكم - كاباء وامهات - تجاه ابنائكم وبناتكم. ليكبروا ويصبحوا بالغين اسوياء
هل تعتقدون ان ابناءكم المراهقين، ما زالوا غير قادرين على اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بحياتهم الجنسية؟ حتى لو كان هذا الامر صعبا، فان التثقيف الجنسي يبقى مسؤوليتكم انتم... الوالدين.
نورد فيما يلي بعض النصائح التي من شانها ان تساعدكم في البدء:
كلكم تدركون اهمية التثقيف الجنسي. ولكن لا يجب عليكم الاعتماد فقط على المعلومات التي تقدمها المدرسة (ان كانت المدرسة تقدم مثل هذه المعلومات اصلا). ان اولادكم، وبالرغم من المعلومات الاساسية التي قد يتلقونها في حصة التربية (او حصة التربية الجنسية التي قد تكون متـبعة في بعض المدارس)، قد لا يكونوا على دراية كاملة او فهم تام بكل ما يحتاجون الى معرفته وفهمه في هذا المجال. هنا ياتي دوركم. ومع ان الموضوع قد يكون محرجا بعض الشيء، الا ان التثقيف الجنسي هو جزء من مسؤوليات الوالدين. عليكم ان تقوموا بتعزيز واكمال ما يتم تعلمه في المدرسة. يمكنكم ان تساعدوا اولادكم على اتخاذ قرارات مستنيرة بالنسبة لعلاقاتهم الجنسية المستقبلية.
كسر الحاجز:
يعتبر الجنس اليوم، موضوعا اساسيا ورئيسيا في الاخبار، برامج الترفيه، وحتى الاعلانات. وغالبا ما تكون هنالك صعوبة في تجنب هذا الموضوع الحاضر دائما. ولكن عندما يتوجب على الوالدين والاولاد التحدث عن هذا الموضوع، فان الامر لا يكون سهلا دائما. اذا انتظرتم مجيء للحظة المثالية، فانكن قد تضيعون العديد من الفرص الممتازة والمواتية للحديث عن هذا الموضوع. ولاجل ان نسهل عليكم اغتنام هذه الفرص، اليكم بعض الافكار التي قد تساعدكم على بدء الحديث وادارة النقاش والحوار: 
استغلوا الفرصة: عندما يثير برنامج في التلفزيون او مقطع موسيقي مسالة السلوك الجنسي المسؤول، استخدموا هذا الامر كنقطة انطلاق للحديث. اذا ظهر موضوع جيد في وقت غير مناسب، اذكروا هذا الموضوع وقولوا انكم تريدون ان تتحدثوا عنه في وقت لاحق، ومن ثم قوموا بذلك بالفعل.
ابقوا الحديث على نار هادئة: لا تضغطوا على اولادكم بالحديث عن الجنس. اطرحوا هذا الموضوع ببساطة وعفوية عندما تكونون لوحدكم مع الصبي او الفتاة. في بعض الاحيان، من الممكن ان تمنحكم بعض المناسبات في الحياة اليومية - مثل السفر بالسيارة، او تناول وجبة ليليه خفيفة مشتركة- افضل الوضعيات لبدء لحديث.
كونوا صادقين: اذا كنتم تشعرون بعدم الارتياح، فافصحوا عن ذلك، ولكن اوضحوا انه من المهم بالنسبة لكم متابعة الحديث. اذا كنتم لا تعرفون الاجابات لبعض اسئلة اولادكم، اقترحوا عليهم محاولة ايجاد الاجابة او البحث عنها معا.
تحدثوا بشكل مباشر: عبروا بوضوح عن مشاعركم بالنسبة لبعض المواضيع في العلاقات. اشرحوا المخاطر بموضوعية، بما في ذلك الالم الحسي، الامراض المنقولة جنسيا والحمل غير المرغوب به.
عليكم مراعاة وجهة نظر اولادكم: لا تعظوا اولادكم ولا تعتمدوا على تكتيكات الترهيب لحثهم على الامتناع عن النشاط الجنسي. بدلا من ذلك، استمعوا لهم بعناية. افهموا الضغوط الواقعة عليهم، وكذلك التحديات التي يواجهونها ومخاوفهم.
تجاوزوا الحقائق: يحتاج  اولادكم الى معلومات دقيقة عن الجنس. لكن من المهم ايضا التحدث عن المشاعر، المواقف والقيم. ابحثوا معهم قضايا الاخلاق والمسؤولية في سياق المعتقدات الشخصية او الدينية.
شجعوا اجراء المزيد من الحوارات: اسمحوا لاولادكم ان يعرفوا انه من المسموح لهم التحدث اليكم عن الجنس عندما تكون لديهم اسئلة او استفسارات. شجعوهم على هذا بالقول: "انا سعيد \ة بانك جئت تسالني عن هذا الموضوع".
    
التعامل مع قضايا صعبة
يشمل التثقيف الجنسي الحديث عن الرغبة، الاغتصاب، اللواط والقضايا الجادة الاخرى. كونوا مستعدين لمثل هذه الاسئلة:
كيف اعرف انني مستعد\ة لاقامة علاقة جنسية؟ هناك عدد من العوامل، مثل الضغط البيئي، الفضول، والشعور بالوحدة على سبيل المثال، التي من الممكن ان تؤدي ببعض المراهقين للتفكير بشكل مكثف في ممارسة العلاقة الجنسية في وقت مبكر. لكن ليست هنالك حاجة للتسرع. ذكروا اولادكم انه لا باس بالانتظار. العلاقة الجنسية هي سلوك البالغين. وفي الوقت نفسه، هناك العديد من الطرق الاخرى التي تصلح للتعبير المحبة والتودد.
ماذا لو عرض علي ممارسة الجنس، لكني لا اريد؟ اشرحوا لهم انه لا ينبغي لاحد ممارسة الجنس في ظل الشعور بانه مجبر على ذلك او خائف. وان اي نوع من العلاقة الجنسية القسرية هو اغتصاب، سواء كان مرتكب الجريمة شخصا غريبا او كان شخصا التقى باولادكم بناء على موافقتهم. اكدوا لاولادكم ان كلمة "لا"، تعني "لا".. دائما. اكدوا لهم كذلك ان الكحول والمخدرات تضر بالقدرة على اتخاذ القرارات، مما يؤدي الى زيادة احتمال حدوث الاغتصاب .
ماذا لو اعتقدت انني مثلي / مثلية الجنس؟ يتساءل العديد من المراهقين في مرحلة ما حول ما اذا كانوا ينجذبون لبني جنسهم او انهم ثنائيي- الجنس. ساعدوا اولادكم على الفهم بانهم ما زالوا في بداية استكشافهم لرغباتهم الجنسية. قد تتغير هذه الاحاسيس مع مرور الوقت. ومع ذلك، اسمحوا لاولادكم ان يعرفوا بانكم تحبونهم دون قيد او شرط. امدحوا اولادكم لانهم افصحوا عن مشاعرهم امامكم.
رد الفعل على السلوك
من المهم الحفاظ على قنوات الاتصال مع اولادكم مفتوحة مهما بدر منهم. عبروا عن مشاعركم ومعارضتكم بهدوء. يمكنكم ان تقولوا شيئا مثل: "اننا نشعر بخيبة الامل من قراركم"، او: " نحن لا نعتقد انه من المناسب او من الصحي القيام بمثل هذا العمل". وكذلك: "نحن نتوقع منك ان تاخذ/ي هذه المسالة على محمل الجد والمسؤولية التي تترتب على ذلك".
 يمكنكم التحدث عن ممارسة الجنس، فقط في اطار العلاقة الزوجية الملزمة، ليس فقط باعتبارها مسالة ثقة واحترام، وانما ايضا بهدف الحد من مخاطر الاصابة بالامراض الجنسية. كذلك، حددوا وافرضوا حدودا معقولة، مثل وقت العودة الى المنزل والقواعد المتعلقة بالزيارات التي يقومون بها  الى الاصحاب .
بامكان طبيب الاطفال او المختص النفسي ان يساعدكم: من الممكن ان يعطي الفحص الروتيني لاولادكم فرصة جيدة لمناقشة النشاط الجنسي والسلوكيات الاخرى، في جو داعم وبسرية تامة.
نظرة الى الامام:
يمكن مع دعمكم لاولادكم، ان يكبروا ويصبحوا بالغين ذوي مسؤولية من الناحية الجنسية. كونوا صادقين وتحدثوا معهم من القلب. حتى لو حافظ اولادكم على الصمت، فانهم يسمعونكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق